الرؤية الفنية لهذا المعرض.
"الحروف العربية من أهم أشكال التجريب لدى المصمم الجرافيكي"
أقدم في هذا المعرض مجموعة من أعمالي المعاصرة في التصميم الجرافيكي والتي تبرز الخط العربي كثيمه أساسية. إلهام هذا المعرض أتى من السحر اللامتناهي لجمال هذا الخط والذي يمثل لي أيقونة روحية أتواصل بها مع ذاتي أولا وأكد بها هويتي للأخرثانيا، وذلك لما يملكة الحرف العربي من إمكانيات متعددة للتحوير والتغيير فهو قابل اللتدوير والتمديد والإزاحة والإطالة وغيرها من الطرق التي تلهم الفنان تكوينات جديدة تنتج عن إعادة تنظيم الحروف في حيز هندسي بنائي جميل. لكن كل ذلك يتطلب دراية بقواعد التصميم والتركيب الجمالي كالتوازن والتناغم بين الأشكال وكذلك الهارمني اللوني، ويتطلب أيضاء عدم الإخلال بجمال النسب التي تشكل الحرف.
من خلال هذه التجربة وجدت أن هناك الكثير من المداخل والطرق التي يستطيع فيها الفنان العربي سبر أعماق جماليات الخط العربي والحصول على لغة تشكيلية جديدة يستطيع بها أن يخاطب الأخر بلغة بصرية جزلة لها عمقها التاريخي. إن إحدى هذه الطرق هو الإستفادة من إستخدام تقنية (الفيكتور) وهي خطوط ومنحنيات معرفة داخل الحاسب ككائنات رياضية تسمى بالخطوط المتجهه وميزتها الوضوح وإمكانية التحوير والتعديل بدون الإخلال بجودة العمل مما يساعد على إنتاج أعمال جرافيكية عالية الجودة يمكن طباعتها بأحجام كبيرة.
هذا المعرض هو محاولة مني لتأكيد فكرة أن الفنان لا بد له من الولوج في عالم التقنية وإستخدم كل الوسائل المعاصرة للوصول إلى حلول تشكيلية جديدة تعطي سمه المعاصرة والحداثة للأعمال المنتجة. فالقول بأن هذا النوع من الفن ناقص لكونة يعتمد على الاجهزة الحديثة والتقنيات المعاصرة هو إدعاء تنقصه الدقة وسهل تفنيده، وذلك لأن الحاسب الآلي لا يعطي أكثر مما يستلم من الفنان نفسه، بمعني أخر كلما كانت المدخلات من الفنان جيدة كلما ادى ذلك إلى إظهار هذه المدخلات بصورة جيدة. مما يدل على أن الحاسب الآلي مجرد أداة لا يستطيع ان ينتج أي تكوين جيد بدون تدخل الفنان.
أخيرا ومن خلال هذا المعرض أتمنى أن أكون قد وفقت في تقديم جزء ولو بسيط من جمالات الخط العربي بروح معاصرة وبحلول تكوينة جيدة. وأستطعت أن أشجع كل التشكيليين والمصممين العرب على التجريب في هذا الحقل الثري الذي يحتاج المزيد من البحث والدراسة.
سلمان الحجري، 2009