إن المستكاوى فى هذا المعرض يتعامل مع قضايا الإختزال فى الفنون البصرية من خلال تشكيلات يدوية دقيقة لتركيبات وإنشاءات من الورق المقوى (الكرتون) وأنواع مختلفة من الأوراق وغراء اللصق، وهذه الخامات تقوم بدورالوسيط التقنى لطرح وبناءالأفكار وإنشاء التكوينات النحتية والأشياء. ومن أهم ما يميز أعمال المستكاوى فى هذا المعرض هو القدرة على الإختزال والتى تعتمد على الوضوح الفكرى والحدة العقلية المفاهيمية وعدم الأعتماد على الإنطباعية اللحظية والتعبيرية الحسية، هذه الإختزالية تحمل فى طياتها طاقة فكرية شديدة الثراء غير محددة بزمن، مما يجعلها متجددة وقابلة للنمو والتطور فى إطار المتوالية الفكرية لعالم الفنان.
واليوم وفى هذا المعرض "حول مساحات: أشياء منهجية وقضايا الإختزال يعتبر إنتاج المستكاوى الفنى أكثر تركيزاً ووضوحاً فى طرحه وتناوله لقضايا الإختزال، الهندسية، المنهجية، والقدرة التحليلية التى تحيط بالفكر العام وأسلوب التناول والإنتاج والتنفيذ، والتى تفرض نفسها على أسلوب المشاهدة ولغة القراءة والتعامل معها.
يوظف المستكاوى الأشكال الهندسية والزوايا القائمة ويحيلها إلى عناصر محددة المساحة، حادة الشكل، وصريحة اللون، بحثاً عن الدقة الذهنية وضبط إجرائية الإنتاج الفنى تشكيلياً، ولهذا مازال المستكاوى يمارس إحتضان وتبنى عملية التزاوج مابين الفنون البصرية مع العمارة وقوانينها ومبادىء التصميم ، من خلال منظوره الخاص.
وترتبط مراحل بناء وتكوين الأفكار بعملية إستدعاء لتاريخ الفنون والأفكارالهندسية فى عمرالثقافة الإنسانية منذ الفن المصرى القديم حتى الفنون المفاهيمية والفلسفة المعاصرة، ودراستها بالنظر والبحث والتحليل الدائم مما يساهم فى نموالأبجدية الذهنية والبصرية للفنان ويؤسس للفكر العام والأفكار المتولدة عنه فى الأشكال المنتجة فنياً (الأشياء). إن الأداء اليومى للتفكير والتصميم وإنتاج الأعمال الفنية يقوم على أساس ثنائية دائمة: المنحى العلمى للخامات وتقنيات البناء والإنشاء فى اللغة الهندسية من جانب، والطاقة المركبة للمفاهيمية والتلخيص والإختزالية والحد الأدنى من جانب آخر، والتى بإندماجها تولد الطاقة الذهنية الكامنة داخل الأعمال الفنية والأشياء.
"حول مساحات: أشياء منهجية وقضايا الإختزال"، هو المعرض الخاص الأول للفنان حازم المستكاوى بالقاهرة منذ معرضه "9" فى عام 2003، ويأتى هذا المعرض الأن بعد مشاركات عديدة فى معارض جماعية هامة محلياً وعالمياً، بالإضافة إلى العديد من الجوائز والمقتنيات المتحفية العالمية فى الولايات المتحدة الأمريكية، بلجيكا، اليابان، بنجلاديش، دبى، كوبا والعديد من دول الأتحاد الأوروبى، هذا إلى جانب المعارض الخاصة الهامة مثل "مساحات متساوية" 2005، و"ألف – به" 2009 بجاليرى "أتريوم إد أرت" بمدينة فيينا، حيث يقيم ويعمل الفنان.